رسالة إلى أندري أزولاي تطالبه بوقف "احتكار" روايات إدمون عمران المالح وإتاحتها للقراء والمترجمين
نبهت مراسلة للروائي المغربي محمد سعيد احجيوج، مؤلف رواية "أحجية إدمون عمران المالح"، إلى كون أعمال الأديب المغربي اليهودي الراحل "مُحتكرة" من طرف المؤسسة التي تحمل اسمه، والتي يترأسها المستشار الملكي أندري أزولاي، لذلك طالبت هذا الأخير بتمكين القراء من نسخها المكتوبة باللغة الفرنسية وإتاحة المجال لترجمتها إلى العربية.
وجاء في رسالة احجيوج "مذ سمعت أول مرة باسم الأديب المغربي إدمون عمران المالح وأنا معجب به. معجب بمواقفه الإنسانية وأطروحاته الفكرية ونصوصه الإبداعية، التي وللأسف الشديد، غير متاح منها إلا نتف قليلة".
وتابع الكاتب "يؤسفني القول، أنني بحثت كثيرا على مدى سنوات، والنتيجة واحدة: أعمال كاتبنا المبدع، الذي وُصف يوما أنه جيمس جويس المغرب، مختفية من المكتبات، ربما يمكن إيجاد بضع نسخ متفرقة من الإصدارات الفرنسية، لكن ما صدر من ترجماتها العربية مُختفٍ تماما من المكتبات، داخل المغرب وخارجه، وحتى ما ترجم منها إلى الإنجليزية نفد من الأسواق ولم تعد طباعتها ولم أجد لها أثرا حتى في مكتبات بيع الكتب المستعملة، هل هي محض مصادفة أن رواياته مختفية من السوق، كما يحدث مع مبدعين كثيرين، أم ثمة يد خفية وراء ذلك؟".
وخاطب احجيوج أزولاي قائلا "يوم ساهمتم في تأسيس مؤسسة إدمون عمران المالح، شهر يونيو 2004، بحضور الأديب نفسه، وتحت رئاسة حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، آنذاك، قلتم ما معناه، أنه بقدر ما جاءت المؤسسة لتكريم أعمال الكاتب هي أيضا ستكون نقطة انطلاق لاستعادة تاريخنا وذاكرتنا وتراثنا بكل ألوانه".
وأضاف "أهداف نبيلة لا شك، نسعى جميعنا لتحقيقها حفاظا على إرثنا المغربي متعدد الهويات، غير أنه من المحزن جدا أننا لا نجد على أرض الواقع أنشطة تعزز الهويات المتعددة للمغاربة، كما أن إرث إدمون عمران المالح الذي أريد بالمؤسسة الحفاظ عليه هو مندثر تماما ولا يسع القارئ الوصول إليه".
وقال كاتب الرسالة "حين صدرت روايتي أحجية إدمون عمران المالح، والتي أردت منها نوعا من التكريم لأديبنا المبدع، تفاجأت أن الأجيال الحديثة من المغاربة لا تعرف شيئا عن إدمون عمران المالح، بل لا تعرف حتى اسمه، حقيقة مؤسفة ومحزنة".
وطلبت الرسالة من المالكة لحقوق مؤلفات إدمون عمران المالح، أن "تلتفت إلى موضوع إتاحة روايات أديبنا للقراء من الأجيال الجديدة، بالفرنسية، كما إتاحة حقوقها للناشرين الراغبين باستثمار حقوق ترجماتها إلى العربية واللغات الأخرى"، وخلصت إلى أنها "جاءت لتحتفي بأديبنا المغربي وتحافظ على إرثه، ونتمنى ألا يكون احتكارها لحقوق النشر سببا، غير مقصود، لتهميش إبداعات إدمون عمران المالح".